مـنـتـدى بـيـت الأدب المـغـربـي
مرحبا بزوارنا الكرام
مـنـتـدى بـيـت الأدب المـغـربـي
مرحبا بزوارنا الكرام
مـنـتـدى بـيـت الأدب المـغـربـي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مـنـتـدى بـيـت الأدب المـغـربـي

مدير المنتدى : الدكتور ادريس عبد النور
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
Navigation
 فهرس    البوابة   س و ج    قائمة الاعضاء   الملف الشخصي    بيت الأدب المغربي
 
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» نَمْ هَنِيءَ البالِ
بناء الكفاية اللغوية بين الإضمار والتصريح بالقواعد الضابطة لاستعمالها بمرحلة التعليم الابتدائي، د.الحسان الحسناوي Emptyالأحد 14 يناير 2024, 12:10 من طرف محسين الوميكي

» وَلعَتْ
بناء الكفاية اللغوية بين الإضمار والتصريح بالقواعد الضابطة لاستعمالها بمرحلة التعليم الابتدائي، د.الحسان الحسناوي Emptyالجمعة 05 يناير 2024, 05:07 من طرف محسين الوميكي

» بَايْ بَايْ مَايَا
بناء الكفاية اللغوية بين الإضمار والتصريح بالقواعد الضابطة لاستعمالها بمرحلة التعليم الابتدائي، د.الحسان الحسناوي Emptyالأحد 17 ديسمبر 2023, 04:28 من طرف محسين الوميكي

» التصوف والجندر مداخلة الدكتور إدريس عبد النور في المؤتمر الدولي المنعقد بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمكناس يومي 23 و24 نونبر 2023
بناء الكفاية اللغوية بين الإضمار والتصريح بالقواعد الضابطة لاستعمالها بمرحلة التعليم الابتدائي، د.الحسان الحسناوي Emptyالسبت 02 ديسمبر 2023, 14:41 من طرف Admin

» الزَّمَانُ زَمَانُكُمْ
بناء الكفاية اللغوية بين الإضمار والتصريح بالقواعد الضابطة لاستعمالها بمرحلة التعليم الابتدائي، د.الحسان الحسناوي Emptyالإثنين 27 نوفمبر 2023, 06:35 من طرف محسين الوميكي

» صَمْتٌ مُطْبِقٌ
بناء الكفاية اللغوية بين الإضمار والتصريح بالقواعد الضابطة لاستعمالها بمرحلة التعليم الابتدائي، د.الحسان الحسناوي Emptyالثلاثاء 21 نوفمبر 2023, 04:43 من طرف محسين الوميكي

» عَنْ حِكَايَةِ شَعْبٍ
بناء الكفاية اللغوية بين الإضمار والتصريح بالقواعد الضابطة لاستعمالها بمرحلة التعليم الابتدائي، د.الحسان الحسناوي Emptyالسبت 18 نوفمبر 2023, 14:53 من طرف محسين الوميكي

» القيم بين المرجعيات التربوية والمنهاج المعدل لمادة التربية الإسلامية
بناء الكفاية اللغوية بين الإضمار والتصريح بالقواعد الضابطة لاستعمالها بمرحلة التعليم الابتدائي، د.الحسان الحسناوي Emptyالثلاثاء 14 مارس 2023, 10:08 من طرف Admin

» درس خاص بطلبة سلك التأهيل ومسلك التعليم الابتدائي مزدوج بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمكناس
بناء الكفاية اللغوية بين الإضمار والتصريح بالقواعد الضابطة لاستعمالها بمرحلة التعليم الابتدائي، د.الحسان الحسناوي Emptyالجمعة 01 يوليو 2022, 09:17 من طرف Admin

» بناء الكفاية اللغوية بين الإضمار والتصريح بالقواعد الضابطة لاستعمالها بمرحلة التعليم الابتدائي، د.الحسان الحسناوي
بناء الكفاية اللغوية بين الإضمار والتصريح بالقواعد الضابطة لاستعمالها بمرحلة التعليم الابتدائي، د.الحسان الحسناوي Emptyالجمعة 06 مايو 2022, 12:40 من طرف Admin

» دورة المال وسعادة الحال
بناء الكفاية اللغوية بين الإضمار والتصريح بالقواعد الضابطة لاستعمالها بمرحلة التعليم الابتدائي، د.الحسان الحسناوي Emptyالأربعاء 04 مايو 2022, 14:47 من طرف Admin

» ما قاله الناقد فريد أمعضشو في حق الأديب عبد النور إدريس
بناء الكفاية اللغوية بين الإضمار والتصريح بالقواعد الضابطة لاستعمالها بمرحلة التعليم الابتدائي، د.الحسان الحسناوي Emptyالثلاثاء 03 مايو 2022, 06:59 من طرف Admin

» مداخل المنهاج المغربي ، بقلم : ذ. نافل العزيز
بناء الكفاية اللغوية بين الإضمار والتصريح بالقواعد الضابطة لاستعمالها بمرحلة التعليم الابتدائي، د.الحسان الحسناوي Emptyالإثنين 27 يونيو 2016, 10:31 من طرف عبد النور إدريس

» دمى الربيع
بناء الكفاية اللغوية بين الإضمار والتصريح بالقواعد الضابطة لاستعمالها بمرحلة التعليم الابتدائي، د.الحسان الحسناوي Emptyالأربعاء 10 فبراير 2016, 23:05 من طرف من عشاق الحبر

» مُشَاكَسَة
بناء الكفاية اللغوية بين الإضمار والتصريح بالقواعد الضابطة لاستعمالها بمرحلة التعليم الابتدائي، د.الحسان الحسناوي Emptyالثلاثاء 09 فبراير 2016, 15:01 من طرف من عشاق الحبر

» ربيع عربي.. شطرنج وقرنبيط
بناء الكفاية اللغوية بين الإضمار والتصريح بالقواعد الضابطة لاستعمالها بمرحلة التعليم الابتدائي، د.الحسان الحسناوي Emptyالأربعاء 09 أكتوبر 2013, 12:55 من طرف Admin

» صورة المهمش بين رتابة الإنتظارومحاولات الإنعتاق
بناء الكفاية اللغوية بين الإضمار والتصريح بالقواعد الضابطة لاستعمالها بمرحلة التعليم الابتدائي، د.الحسان الحسناوي Emptyالأربعاء 28 نوفمبر 2012, 04:22 من طرف Admin

» القرصنة
بناء الكفاية اللغوية بين الإضمار والتصريح بالقواعد الضابطة لاستعمالها بمرحلة التعليم الابتدائي، د.الحسان الحسناوي Emptyالإثنين 13 يوليو 2009, 16:49 من طرف Admin

» جائزة لموقع ابن خلدون للدراسات الإنسانية و الاجتماعية-
بناء الكفاية اللغوية بين الإضمار والتصريح بالقواعد الضابطة لاستعمالها بمرحلة التعليم الابتدائي، د.الحسان الحسناوي Emptyالأربعاء 17 يونيو 2009, 05:06 من طرف Admin

» بيت الأدب المغربي ينظم أمسية قصصية وطنية بالدار البيضاء
بناء الكفاية اللغوية بين الإضمار والتصريح بالقواعد الضابطة لاستعمالها بمرحلة التعليم الابتدائي، د.الحسان الحسناوي Emptyالخميس 21 مايو 2009, 04:37 من طرف Admin

التبادل الاعلاني


 

 بناء الكفاية اللغوية بين الإضمار والتصريح بالقواعد الضابطة لاستعمالها بمرحلة التعليم الابتدائي، د.الحسان الحسناوي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد الرسائل : 96
نقاط : 20
تاريخ التسجيل : 25/02/2007

بناء الكفاية اللغوية بين الإضمار والتصريح بالقواعد الضابطة لاستعمالها بمرحلة التعليم الابتدائي، د.الحسان الحسناوي Empty
مُساهمةموضوع: بناء الكفاية اللغوية بين الإضمار والتصريح بالقواعد الضابطة لاستعمالها بمرحلة التعليم الابتدائي، د.الحسان الحسناوي   بناء الكفاية اللغوية بين الإضمار والتصريح بالقواعد الضابطة لاستعمالها بمرحلة التعليم الابتدائي، د.الحسان الحسناوي Emptyالجمعة 06 مايو 2022, 12:40

بناء الكفاية اللغوية بين الإضمار والتصريح بالقواعد الضابطة

لاستعمالها بمرحلة التعليم الابتدائي

دراسة محكمة

د. الحسان الحسناوي

                                           أستاذ باحث بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، فاس مكناس

elhasnaouihas@hotmail.fr


هنا الجزء الأول من الدراسة



ثانيا. مرحلة استضمار البنيات اللغوية واستثمار المهارات الشفهية

   عن مفهوم الإضمار/الاستضمار

    يتخذ بناء الكفاية اللغوية في منهاج اللغة العربية بالتعليم الابتدائي سيرورة بناء متنامية كما وكيفا، وذلك عبر" المحافظة على مرحلتين أساسيتين للتعليم الابتدائي، لضمان الاستمرارية والنسقية والانسجام والتدرج داخل كل مرحلة على حدة، قصد ترصيد المكتسبات وتطوير القدرات والمهارات وإنماء الكفايات المقررة في المنهاج"([1]). فما معنى الإضمار في تمرير القواعد اللغوية بالمرحلة الأولى؟

    الإضمار: مصدر أضمر وهو تكوين فكرة في الذهن تكون متضمنة وغير معبر عنها صراحة، وفي علم العروض إسكان الحرف الثاني كالتاء في متفاعلن فتصير متفاعلن، وفي علم النحو هو الإتيان بالضمير بدلا من الاسم الظاهر ([2]). وفي مجال الديالكتيك يقتضي هذا المبدأ " تمرير الظواهر الأسلوبية والصرفية والتركيبية والإملائية بطريقة ضمنية في السنوات الأولى والثانية والثالثة من السلك الابتدائي"([3]). ولعل المسوغات التي تقتضي تمريرها ضمنيا تعزى إلى كون القواعد اللغوية ذات طبيعة مجردة يتعذر على الطفل في هذه المرحلة العمرية استيعابها، ف" تفكير الطفل في هذه المرحلة مادي صرف، فهو لا يفهم المجردات على الرغم من أن الإبداعية تكون في ذروتها ...وبالمقارنة مع تفكير الراشد، فإن تفكير الطفل ليس من الدرجات العليا، فلا توجد لديه مفاهيم حقيقية في هذه المرحلة..."([4]).

   تدرج بناء الكفاية اللغوية عبر سيرورة تبدأ ب:

   اعتماد الحكاية منطلقا لاستضمار البنيات اللغوية

     تبعا لطبيعة إدراك المتعلم (إدراك حسي) في هذه المرحلة، عملت المجموعة التربوية التي سهرت على صياغة منهاج اللغة العربية بالتعليم الابتدائي على ضرورة مراعاة واحترام العمر الزمني والإدراك العقلي للمتعلم. لذلك كان اختيار نصوص الحكاية والقراءة والكتابة منطلقات أساسية لاستضمار البنيات اللغوية المذكورة في السنوات الثلاث الأولى، يستجيب للشرطين الديداكتيكي والسيكولوجي. من هنا، كانت الحكاية "كدعامة لغوية كتبت باستحضار أسس ومرتكزات وموجهات أدب الطفل وثقافته من جهة، والخصائص العقلية والوجدانية والنفس حركية المميزة للمرحلة النمائية التي ينتمي إليها أطفال السنة الأولى من التعليم الابتدائي. أما الدعامة السيميائية فتتمثل في المشهد التعبيري الخاص بالحكاية، والرسوم والصور الخاصة بالوضعية التواصلية،  وذلك بهدف إنماء الكفاية اللغوية وفق سيرورة يشكل فيها تدريب المتعلمين على الاستماع في الحصص الخمس الأولى مرتكزا أساسيا لاستضمار المتحكمات اللغوية والبنيات العميقة للحكاية، وتشربها عبر فهم مضمونها العام ورصد عناصرها الأساسية: الأحداث، الشخصيات، الزمان، المكان، واستثمار بنيتها: البداية، تنامي الأحداث، عقدة الحكاية، تهاوي الأحداث إلى الحل. وقد اعتمد منهاج اللغة العربية جملة من الاستراتيجيات لخدمة البعد الأول من أجل تملك الكفاية اللغوية: بعد تمرير الظواهر اللغوية عبر الإضمار.

   تطوير الرصيد الوظيفي

   ينطوي استثمار المعجم الوظيفي في الحكاية المقدمة للمتعلمين في السنتين الأولى والثانية من التعليم الابتدائي على أهمية خاصة في إنماء كفايتهم اللغوية، فكلما زاد تحكم المتعلمين في طائفة كبيرة من المفردات والوحدات المعجمية، سهل عليهم نسج خطابات وتأليف حوارات، وكلما ضعف تحكمهم في المعجم، أثر ذلك في مهارات الفهم والإنتاج. حيث تشير الأبحاث إلى أن «التحكم في المعجم لا يقل أهمية عن التمكن من النحو في تنمية الكفاية التواصلية.... فالكفاية المعجمية كفاية مركبة وشاملة لمجموعة من الخصائص التأليفية التي تمكن المتكلم من التعرف على دلالة مفردات اللغة وكيفية استعمالها في جمل ونصوص معينة"([5]). لهذا يرتبط الجزء الأكبر من تعلم لغة ما بتعلم مفرداتها الجديدة. لذلك فإن " متعلم اللغة لا يعود إلى كتب النحو أثناء مواجهته لصعوبات تواصلية سواء على مستوى التواصل الشفهي أو الكتابي، بل يعود إلى القواميس لمعرفة معاني بعض المفردات الصعبة"([6]). وينبني التحكم في الكفاية المعجمية من لدن المتعلمين على ضرورة تملك هذه الوحدات وتعرف بنياتها والعلائق القائمة بين المعاني المختلفة وإدراك العلائق الصرفية بين الكلمات والوحدات والمفاهيم، ثم استثمارها في صيغ وجمل مختلفة ومتعددة استعدادا لتوظيفها في وضعيات تواصلية دالة.  

   تمرير البنيات التركيبية والصرفية والأسلوبية بطريقة ضمنية

   تحتل الظواهر التركيبية والصرفية والأسلوبية أهمية خاصة في بناء الكفاية اللغوية لدى المتعلمات المتعلمين في برنامج اللغة العربية الخاص بالمستويات الثلاثة من التعليم الابتدائي، ويقتصر مصطلح الظواهر التركيبية على الظواهر المتعلقة بطرق تركيب الكلام في الجمل... وهي في المستويات الثلاثة الأولى:(1-2-3) تمرر بطريقة مضمرة لاعتبارات سيكولوجية يقتضيها العمر الزمني، ويستدعيها مستوى الإدراك لدى المتعلمين في هذه المرحلة. لذلك، فإن استضمار المتعلم لبنية الجملة السابقة (فعل+ فاعل + حال) يتيح له أن يصوغ -على مستوى الإنجاز (البنية السطحية) الذي يتمثل فزيائيا في شكل مجموعة من الأصوات والرموز-ما لا حصر له من الجمل النظيرة أو الشبيهة، وتقتضي هذه الصياغة ألا تدرج باعتبارها مواد منفصلة، بل باعتبارها نظاما متكاملا، والتحكم في هذا النظام هو الذي يؤهله لإنتاج ما لا حصر له من الجمل والصيغ والتراكيب اللغوية.

   من الاستضمار إلى الإنتاج وتطوير القدرة على التواصل

     يمثل إنتاج  النص الموازي – هنا- إبداعا لغويا عن طريق الإبدال أو الإضافة أو الحذف أو ملء الفراغ، ويستطيع المتعلم بيسر أن ينسج مقطعا من الحكاية أو نصا حكائيا كاملا، يساعده في ذلك الحكاية نفسها التي أصبحت مركوزة في ذاكرة المتعلم بسبب ترددها على مسمعه على امتداد خمس حصص متوالية مدرجة في الأسبوع الأول (الحصص:1،2،3،4،5)؛ وخلال عملية الاستماع يتداول المتعلم كل ما يتضمنه النص الحكائي من مفردات وجمل يستضمر بنياتها اللغوية الأسلوبية والتركيبية والصرفية المستهدفة عبر حوارات أفقية وعمودية متتالية، وتروج لجملة قيم يتشربها ويطلب منه ترجمتها وتشخيصها عبر محطات السرد لمقاطع الحكاية. وتأتي الحصص الخمس التي تقدم في الأسبوع الثاني متناغمة ومكملة لحصص الأسبوع الأول، وذلك لخدمة هدف أساسي وهو: إقدار المتعلم على الإبداع والإنتاج انطلاقا من حكاية استضمر بنياتها العميقة؛ فإنتاج المتعلم للنص الموازي-إذن-يأتي حصادا لمجموع ما اكتسبه عن طريق الاستماع.

     وتعتبر الوضعية التواصلية مكونا مكملا لمكون الاستماع والتحدث، " تروم توفير مواقف تواصلية مقصودة في حد ذاتها تسمح للمتعلم(ة) بالتحدث والتعبير واستعمال اللغة وتوظيفها في سياقات دالة، وهي بذلك مكملة لما يمكن استثماره في الحكاية من مواقف تعبيرية وتواصلية؛ وهذا ما ييسر تغطية الأهداف التواصلية والأفعال الكلامية المحددة في المنهاج وتحقيقها"([7]). وتفيد الأفعال الكلامية أن " الاستعمال اللغوي ليس إبراز منطوق لغوي فقط، بل إنجاز حدث اجتماعي معين في الوقت نفسه، فنحن نريد أن يعرف السامع ما نعرف (نقدم له معلومات)، بل إننا نريد -بناء على ذلك -أن يفعل ما نقول. " فنحن نطلب ونأمر ونوصي، وحين نعبر عن ذلك في نص، فإننا نقيم حدثا اجتماعيا"([8])، ويتجلى هذا الإنجاز في كون الأفعال الكلامية تتضمن ثلاثة أفعال لفعل كلامي واحد، وهذه الأفعال هي: الفعل اللفظي والفعل الإنجازي والفعل التأثيري؛ فالفعل اللفظي هو التركيب النحوي الصحيح الذي ينطوي على معنى أصلي، والفعل الإنجازي هو المعنى الإضافي الذي يؤديه الفعل اللفظي كالأمر أو الحث على إنجاز فعل ما. أما الفعل التأثيري فهو ما يحدثه الفعل الإنجازي من أثر في السامع، فيقبل بذلك إما على إنجاز الفعل أو رفضه. ويمكننا أن نسوق مثالا من الوضعيات التواصلية المقدمة لفائدة متعلمي المستوى الأول([9]).

    ففي إطار استرجاع الحوار -الذي دار بين "ديدي ونميرة-المتعلق بالأمر والنصيحة. يوجه ديدي النصيحة لنميرة قائلا لها:  

   ديدي: احملي معك معطفك. أنصحك بارتدائه في المساء حتى لا تصابي بنزلة برد.
   نميرة: سأعمل بنصيحتك يا صديقتي.

فديدي-هنا-ينجز فعلا لفظيا قوليا، يكمن وراءه فعل إنجازي هو النصح المقدم لنميرة، وحين عملت نميرة بهذه النصيحة كان ذلك هو الأثر أو الفعل التـأثيري... وهكذا فالقدرة التواصلية تنبني حسب دوجلاس براون على أربع سمات متداخلة، هي كالتالي:

   " لا تقتصر قاعة الدرس على القدرة النحوية أو اللغوية، وإنما تركز على مكونات القدرة الاتصالية؛
   لا تمثل الأشكال اللغوية أساسا لتنظيم الدروس وترتيبها، وإنما تقدم من خلال تعليم الوظائف؛
   الدقة اللغوية ليست غاية في حد ذاتها، وإنما هي أمر ثانوي في التعبير. ومن ثم، فإن الطلاقة أهم من الدقة، والمعيار النهائي في نجاح الاتصال هو التعبير عن المعنى المراد، وفهم المعنى المراد على وجهه الحقيقي؛
    ينبغي أن يكون استعمال اللغة هو الهدف الأساسي للدارسين في قاعة الدرس، سواء في إنتاجها (الحديث) أو في استقبالها (الفهم) في سياقات لم يسبق التدريب عليها"([10] ).


ثالثا. مرحلة تصريف التصريح بالقواعد الضابطة لاستعمالها

   التصريح وإدراك القواعد اللغوية المجردة

     إذا كانت المرحلة الأولى تتميز بكونها محطة يغلب عليها طابع " التحسيس والإعداد القبلي لاكتساب المعارف والمهارات والمواقف (السنة الأولى والثانية) ودعمها وتثبيتها في السنة الثالثة؛ فإن المرحلة الثانية  التي تضم السنوات الرابعة والخامسة والسادسة من التعليم الابتدائي، يغلب عليها طابع البناء والتركيز والتثبيت والتوسع التدريجي الأفقي للمكتسبات اللغوية المستهدفة، وتطوير الكفايات اللغوية والتواصلية المنشودة من محاور برامج المرحلة الأولى( السنة الرابعة)، في حين يغلب على السنة الخامسة والسادسة طابع الترسيخ والتعميق العمودي وترصيد المكتسبات السابقة واستثمارها وتثبيتها"([11]). وتتميز هذه المرحلة بكونها محطة للتصريح بالقواعد الضابطة لاستعمال اللغة، حيث يحضر الوعي بالمتحكمات اللغوية وإدراك القواعد المجردة (النحوية والصرفية والأسلوبية والإملائية) التي سبق للمتعلم أن استضمر بنياتها في المحطة الأولى؛ لأن تفكيره (المتعلم) في هذه المرحلة " يتدرج من التفكير الحسي إلى المجرد وتتضح تدريجيا القدرة على الابتكار والعمل المبدع ويستمر التفكير المجرد في النمو"([12]). فالتصريح-إذن-بالقواعد الضابطة في مكونات الصرف والتحويل والتراكيب والإملاء في المستويات العليا يتم وفق غلاف زمني حدده المنهاج الدراسي للتعليم الابتدائي الصادر سنة 2021 في ستين دقيقة موزعة على حصتين، خصصت ثلاثون دقيقة للحصة الأولى التي تقدم في الأسبوع الأول، فيما خصصت الثلاثون الأخرى للحصة الثانية في الأسبوع الثاني. ويأخذ التصريح بالقواعد اللغوية سيرورة متنامية ديداكتيكيا تفضي بالمتعلم – عبر انخراطه في بناء التعلم-ليس فقط إلى تملك القاعدة اللغوية وتطبيقها في تمارين وأنشطة مقترحة، ولكن – أيضا-تتيح له إمكانية توظيف القاعدة في سياقات ومقامات تواصلية دالة متعددة ومختلفة.  فكيف يتم التصريح بالقواعد الضابطة إذن؟ وما هي الوضعيات التي يتم تصريف التصريح بها؟

   وضعيات تصريف التصريح بالقواعد الضابطة لاستعمال اللغة العربية

    يرتكز تحقيق الكفاية على ضرورة استحضار المكتسبات السابقة من معارف وقدرات ومهارات، ويبقى "هذا الاستحضار غير كاف مالم يتم إدراجه في وضعيات تعلمية... وتعرف الوضعية التعلمية بأنها السياق الذي يتم فيه نشاط أو يقع فيه حدث تعلمي ... وتستند الوضعية التعلمية إلى ثلاث مكونات أساسية، هي:

   الدعامات: أي مجموع العناصر المادية التي يتم تقديمها للمتعلم، ومنها الصورة والرسم والنصوص والخبرات وكذلك المجال والمحيط اللذان يحيا فيهما المتعلم؛
   المرتقبات: وهي النتائج المؤمل الحصول عليها بعد الإنجاز؛
   الإرشادات: وهي مختلف التوضيحات وشروط العمل التي تقدم للمتعلم بصورة واضحة"([13]).  

    ولتحقيق الكفاية المذكورة عبر الوضعيات الديداكتيكية، يمكن اعتماد تقسيم كزافيي روجرز لهذه الوضعيات في تدبير الدروس، وهي: (الوضعية الاستكشافية، الوضعية الديداكتيكية، الوضعية المهيكلة، الوضعية التقويمية) ([14]).

    وللتوضيح أكثر، نقترح تدبير ظاهرة لغوية لكشف تمشيات البناء الذي يتخذه مبدأ التصريح بالقواعد الضابطة، مستثمرين في ذلك مبدأ التفاعل الذي تنادي به النظرية البنائية (جون بياجي Jean Piaget) بين الذات المتعلمة وموضوع التعلم. فالظاهرة اللغوية المقترحة –إذن-هي: الحال والجملة الحالية التي تقدم لفائدة متعلمي المستوى السادس، مدة غلافها الزمني ستون دقيقة.  وتتحدد أهداف الحصة كما يلي:

    أن يتعرف الحال والجملة الحالية؛
   أن يميز بين أنواع الحال (مفرد، جملة، شبه جملة)؛
   أن يستعمل الحال والجملة الحالية في جمل مفيدة؛
   أن يوظف الحال والجملة الحالية في وضعيات تواصلية دالة ومختلفة.

                           

   فاصطفاف الأهداف التعلمية بهذه الترتيب يوازيه ترتيب بناء الوضعيات والأنشطة التي تتضمنها.  وتبعا لذلك، فإذا كانت الوضعية الاستكشافية Situation d’ exploration تستهدف التمهيد لإرساء الموارد الجديدة عبر خلخلة المكتسبات القبلية للمتعلم، من خلال أنشطة لا يصرح فيها بالموارد أو بالمفهوم الجديد (الحال والجملة الحالية)؛ فإن الوضعية الديداكتيكية: Situation didactique(البنائية) تستهدف بناء التعلمات الجديدة عبر التصريح بالموارد بكيفية نسقية. فكيف يتدرج بناء هذا التصريح عبر الوضعيات الثلاث التالية (الديالكتيكية والمهيكلة والتقويمية)، وكيف يتم إنماء الكفاية انطلاقا من درس في علاقته بالدروس الأخرى التي تليه؟  بكلمة أخرى، كيف تتفاعل الذات المتعلمة (المتعلم) مع موضوع التعلم (الحال والجملة الحالية) لبناء المعرفة الجديدة؟ لا سيما أن " من أهم مبادئ التعلم في هذه النظرية (النظرية البنائية) أنه لا ينفصل عن التطور النمائي للعلاقة بين الذات والموضوع، فالتعلم يقترن باشتغال الذات على الموضوع، وليس باقتناء معارفه عنه"([15]

   الوضعية الديداكتيكية (وضعية البناء)

    لمعرفة كيفية تفاعل المتعلم مع موضوع التعلم، يسلك المدرس -باعتباره ميسرا لعملية التعلم لا ملقنا للمعرفة -مسارا يستدرج فيه المتعلمين – بعد قراءتهم للنص القاعدي وفهم مضمونه-إلى عزل الجمل المتضمنة للظاهرة وتسجيلها على السبورة، ثم يطلب منهم ملاحظة الظاهرة مستدرجا إياهم إلى تحليلها من خلال أسئلة دقيقة، تفضي بهم إلى تعرف الحال (اسم نكرة منصوب يأتي لبيان هيئة الاسم الذي قبله) ثم ينتقل بالمتعلمين إلى تعرف أنواع (الحال مفرد، الحال جملة، الحال شبه جملة).

   الجدير بالذكر هنا أن الأسئلة التي يطرحها المدرس تؤشكل المتعلم وتخلخل توازنه المعرفي (اللاتوازن عند جون بياجي)، وتضعه أمام تحد عليه أن يجد له حلا؛ فيبدأ في البحث عن ملاءمة (الاستيعاب والتلاؤم لدى بياجي) لمعارفه السابقة مع المعرفة الجديدة، وفي سياق ذلك، يفسر ما يستقبله ويبني المعنى بناء على ما لديه من معلومات إلى أن يصل إلى الحل أو إلى التوازن الجديد. فالذات –هنا-تمارس تأثيرها على موضوع التعلم عبر مجموعة من العمليات الذهنية: (الفهم، التفسير، التأويل، التجريب، المقارنة، الاستدلال...). بفعل هذا التأثير، يتحول موضوع التعلم إلى موضوع طيع يسير الفهم من قبل المتعلم؛ الأمر الذي يسهل لديه عملية التجريد (تجريد الموضوع) أو مفهمة الموضوع = القاعدة.

   الوضعية المهيكلة

   في هذه الوضعية يبنين المتعلم -بمساعدة المدرس-الموارد المكتسبة عبر شبكة مفاهيمية وتثبيتها تثبيتا منظما، يتم ذلك عبر مجموعة من الأسئلة المتسلسلة والمتدرجة التي تفضي إلى المفهمة، وذلك من قبيل:

   ما نوع كلمة مبتسما في جملة: دخل الأب إلى البيت مبتسما؟
   يجيب المتعلم: اسم.
   هل هو مرفوع أم منصوب أم مجرور؟
   يجيب المتعلم: منصوب. هل هو نكرة أم معرفة؟ يجيب المتعلم: اسم نكرة وما قبله معرفة. ماذا يبين هذا الاسم النكرة المنصوب؟
   يجيب المتعلم: يبين هيئة الاسم الذي قبله.
   إذن كيف نسمي الاسم النكرة المنصوب الذي يبين حالة الاسم الذي قبله؟
   يجيب المتعلم: نسميه حالا. إذن ما هو الحال؟
   هنا يعطي المتعلم للظاهرة مفهوما صريحا، وهو: الحال اسم نكرة منصوب يبين هيئة الاسم الذي قبله. وقس على ذلك بقية الظاهرة.

   الوضعية التقويمية

   في علاقة هذه الوضعية بالوضعية السابقة يتم الانتقال إلى التعميم الذي تجسده محطة أستعمل وأوظف. حيث يدرك المتعلم ويتعرف أن كل الأسماء المنصوبة النكرة التي تبين هيئة الأسماء التي قبلها تسمى حالا. وهو ما يسوغ له إمكانية الاستعمال، ويتيح له القدرة على التطبيق والتوظيف في المواقف التواصلية.

   محطة الاستعمال: يكون فيها المتعلم قادرا على تطبيق القاعدة واستعمالها، بعد تعرفه على الحال وإعطائه مفهوما، وتملكه للقدرة على الاستعمال في ضوء عملية التعميم التي توصل إليها، فالاستعمال يقتصر فقط على التطبيق، كأن يركب المتعلم جملا مفيدة تتضمن الحال والجملة الحالية، أو أن يستخرجهما من نص.  
   محطة التوظيف:

   تختلف عملية التوظيف عن الاستعمال من حيث كونها تستهدف تعبئة الموارد المتعلقة بالحال والجملة الحالية وتجنيدها لاستثمارها في وضعيات تواصلية متعددة ومختلفة، تدريبا وإقدارا له على الإدماج ولو في شكله البسيط. هذه المحطة أساسية في إطار المقاربة بالكفايات، لأنها تعد المتعلم وتهيئه لأن يتعامل مع المركب. ومن الأمثلة على ذلك: مطالبة المتعلمين إنتاج نص وصفي أو سردي أو حواري أو حجاجي أو... يوظفون فيه الحال والجملة الحالية.


     حاولنا في هذه المساهمة إبراز المسار الذي يتخذه بناء الكفاية اللغوية لدى المتعلم بالمدرسة الابتدائية -مسار يتكامل فيه مبدآن أساسيان هما مبدأ الإضمار ومبدأ التصريح، فالأول الذي يرى إلى اللغة على أنها أسبق -من حيث الاستعمال والتداول -من القاعدة التي تضبطها، يبقى وفيا – من جهة-لخصائص المرحلة النمائية التي ينتمي إليها أطفال السنوات الأولى والثانية والثالثة؛ ومن جهة أخرى يراعي المسار الذي اتخذته البشرية في تعلم اللغة، فالإنسان تداول اللغة شفهيا قبل أن يعي القواعد المتحكمة فيها. أما المبدأ الآخر(التصريح)، فهو ينسجم مع المراحل العمرية التي يكون المتعلم قادرا على التجريد والتمثل الصوري للمفاهيم اللغوية، ولكنه مع ذلك، يبقى في حاجة إلى ما تقدمة البيداغوجيا والديداكتيك للمدرس قصد إنزال المفاهيم اللغوية من عليائها إلى مستوى المتعلم في المراحل الثلاث العليا من التعليم الابتدائي.

(22) وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، المنهاج الدراسي للتعليم الابتدائي، مديرية المناهج، يوليوز، 2021، ص: 71


(23) أحمد مختار عمر، معجم اللغة العربية المعاصرة، عالم الكتب، المجلد الأول، الطبعة الأولى، القاهرة، 2008، ص: 1369

(24)  وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، المنهاج الدراسي للتعليم الابتدائي، مديرية المناهج، يوليوز، 2021، ص: 57

(25) أديب محمد عبد الله النوايسة، إيمان طه طايع القطاونة، النمو اللغوي والمعرفي للطفل، دار الإعصار العلمي للنشر والتوزيع، ط1، 2015عمان، ص: 153

(26) فاطمة الخلوفي، أثر الكفاية المعجمية في التمكن من اللغة، تطور معايير التمكن من تخزين مفردات اللغة إلى بناء الكفاية التواصلية، التدريس، مجلة كلية علوم التربية، العدد 6، السلسلة الجديدة، يونيو. 2014، ص: 3

(27) الحسن عبد النوري، دور المفردات في بناء الكفاية اللغوية لدى المتعلم، مجلة العربية، عدد2، المجلد6. ص: 36

(28)  وزارة التربية الوطنية والتعليم العلي والتكوين المهني والبحث العلمي، المنهاج الدراسي للتعليم الابتدائي، مديرية المناهج، يوليوز، 2021، ص: 28

(29) فان ديك تون.أ، علم النص: مدخل متداخل الاختصاصات، ترجمة وتعليق سعيد حسن بحيري، دار القاهرة للكتاب، ط1، القاهرة، 2001، ص: 26

(30) وزارة التربية الوطنية والتعليم العلي والتكوين المهني والبحث العلمي، المنهاج الدراسي للتعليم الابتدائي، مديرية المناهج، يوليوز. 2021، ص: 152

(31) دوغلاس براون ه، أسس تعلم اللغة وتعليمها، ترجمة: د. عبده الراجحي، د. علي أحمد شعبان، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت، 1994، ص: 261

(32) وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، المنهاج الدراسي للتعليم الابتدائي، مديرية المناهج، يوليوز، 2021، ص: 71

(33) أديب محمد عبد الله النوايسة، إيمان طه طايع القطاونة، النمو اللغوي والمعرفي للطفل، دار الإعصار العلمي للنشر والتوزيع، ط1، 2015عمان، ص: 156

(34) وزارة التربية الوطنية، مديرية تكوين الأطر (قسم استراتيجيات التكوين)، المقاربات البيداغوجية الحديثة، 2005، ص: 24

(35) نقلا عن وزارة التربية الوطنية، مديرية تكوين الأطر، مجزوءة التخطيط لفائدة الأساتذة الموظفين بموجب عقود، 2016، ص: 72

(36) شاه خالد ناسوتيون، تطوير نموذج تدريس النحو في ضوء نظرية التعلم البنائية (رسالة دكتوراه)، قسم تعليم اللغة العربية، جامعة مولانا مالك إبراهيم الإسلامية الحكومية، مالانج ، اندونيسيا، مايو: 2016، ص: 107
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://difference.yoo7.com
 
بناء الكفاية اللغوية بين الإضمار والتصريح بالقواعد الضابطة لاستعمالها بمرحلة التعليم الابتدائي، د.الحسان الحسناوي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» درس خاص بطلبة سلك التأهيل ومسلك التعليم الابتدائي مزدوج بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمكناس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مـنـتـدى بـيـت الأدب المـغـربـي :: ألوان من قوس قزح :: التصنيف الأول :: مقالات ودراسات وأبحات-
انتقل الى: