لحظات صالحة للقتل

بعد روايته الأولى – كائن العزلة- التي تناول فيها حالة اللانتماء التي يعاني منها المثقف المصري المعاصر في مدينة كبرى كالقاهرة ،يعود الكاتب "محمود الغيطاني" إلى القراء –من جديد- من خلال مجموعته القصصية "لحظات صالحة للقتل" التي يحاول من خلالها تعميق تلك الرؤية التي يحملها داخله في عالمه الخاص الذي يتشكل من تلك اللحظات الصغيرة .
كل قصة في مجموعة "لحظات صالحة للقتل" تمثل لحظة من لحظات الحياة اليومية وتعكس تفصيلاتها التي تنتهي إلى أن تكون مجمل المعاناة التي يعيشها إنسان اليوم.
إنها مجموعة جديدة تستحق الاهتمام وتضع بين يدي القارئ مفاتيح جديدة لفهم عالمه الإبداعي فنرى من خلالها هلاوسه الذهنية ، وجلوسه على الخازوق، وخروجه من الكابوس، ولحظاته الصالحة للقتل، وولوجه إلى عالم الدهشة، وأسطورة الخلاص التي يحاول الوصول إليها وغيرها من القصص التي تشكل هذا العالم.
يحاول "محمود الغيطاني من خلال عالمه الجديد في تلك المجموعة مزج الميتافيزيقي واللاواقعي وغير المألوف بالواقع من خلال مزج العالمين وإسقاط أحدهما على الآخر دائما، فنراه في قصته "هلاوس ذهنية" يحاول الحديث عما يحدث الآن من محاولة المرأة الدائمة أخذ مكان الرجل حتى أنه يظنها في نهاية الأمر قد تحولت لذكر مما أدى به إلى الاستسلام لشعوره بالأنوثة ، كذلك نراه في قصته "الخروج من الكابوس" يختلط عليه الواقع بالمتخيل من خلال كابوسه الذي يتجسم له ومن ثم يعقد معه صفقة هي أشبه باللعبة الخطرة بينهما وحينما يحاول التخلص من كابوسه في نهاية الأمر يختلط عليه الأمر مما يدفعه إلى التخلص من زوجته دون أن يدري، لكنه في قصته "لحظات صالحة للقتل" نرى الواقعي والحياتي والعادي يتحول فجأة مع بطل القصة إلى لامعقول مما يدفعه في لحظة حميمية وعادية جدا إلى القتل دون أن يدري ما هو السبب، لكننا نرى في قصة "مدينة خارج حدود العقل" المدينة الغريبة التي لا وجود واقعي لها والتي يأخذنا إليها "محمود الغيطاني" في رحلة كابوسية تكاد أن تجثم على أنفاس القارئ مما يؤدي به في نهاية الأمر أنه يتمنى لو حدث لها ما حدث لبطلها.
صدرت المجموعة عن دار سنابل (المصرية الأسبانية للكتاب) لتكون من ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب 2008 وقد زين الغلاف بلوحة للفنان التشكيلي أحمد الجنايني .